الحجامة والتخصصات الطبية: متى تكون بديلة ومتى تكون مكملة؟
في السنوات الأخيرة، بدأ الطب الحديث يعيد النظر في العلاجات التقليدية التي طالما أُهملت، وعلى رأسها "الحجامة". هذا العلاج النبوي الذي أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعد يُنظر إليه كعلاج بديل فقط، بل أصبح ضمن ما يُعرف اليوم بـ"الطب التكاملي".
ما الفرق بين الطب البديل والتكميلي؟
الطب البديل: يُستخدم بديلًا عن العلاج الطبي التقليدي.
الطب التكميلي: يُستخدم إلى جانب العلاج التقليدي لدعمه وتحسين نتائجه.
الحجامة قد تقع في كلا الجانبين حسب الحالة.
متى تكون الحجامة علاجًا بديلاً؟
الحجامة تُستخدم كعلاج بديل في بعض الحالات البسيطة أو المزمنة التي لا تحتاج إلى تدخل جراحي أو دوائي قوي، مثل:
حالات الشد العضلي البسيط.
آلام الظهر والرقبة الناتجة عن الإجهاد.
الصداع النصفي والشقيقة.
التوتر والقلق النفسي.
التخلص من السموم وآثار التدخين.
في هذه الحالات، يفضل كثير من المرضى اللجوء للحجامة أولًا قبل الأدوية الكيميائية.
متى تكون الحجامة مكملة؟
عندما تُستخدم الحجامة بجانب علاج طبي تقليدي لتحسين الحالة العامة، أو لتقليل الجرعة الدوائية، فإنها تُعتبر علاجًا مكملاً، مثل:
مع مرضى الضغط والسكري: الحجامة تساعد على تحسين الدورة الدموية، ما يُسهم في تقليل مقاومة الجسم للعلاج.
مع العلاج الطبيعي والتأهيل: تساعد في تسريع الاستشفاء العضلي.
مع الأمراض المناعية والروماتويد: تُقلل من الالتهابات وتُخفف الألم.
مع الطب النفسي: الحجامة تُساهم في تهدئة الجهاز العصبي وتقليل القلق.
الحجامة والطب الحديث: هل يتعارضان؟
أثبتت الأبحاث الحديثة أن الحجامة تُحفز الجسم على إفراز المواد الطبيعية المسكنة (مثل الإندورفين)، وتُنشط الدورة الدموية، وتُحسن المناعة. لذلك بدأت مراكز علاجية حديثة تضم الحجامة ضمن بروتوكولها، خاصة في أوروبا وأمريكا.
نصيحة طبية:
الحجامة ليست بديلة عن الجراحة أو الأدوية المنقذة للحياة، لكنها فعّالة في تحسين جودة الحياة وتقوية الجسم. لذلك، استشر طبيبك دائمًا إذا كنت تُفكر في إدخال الحجامة ضمن خطة علاجك.الخلاصة: الحجامة يمكن أن تكون علاجًا بديلًا في الحالات البسيطة، ومكمّلة في الحالات المزمنة أو المعقدة. السر في التشخيص الصحيح، والتكامل بين الطب النبوي والعلمي.
قال رسول الله ﷺ: "إن كان في شيءٍ من أدويتكم خيرٌ، ففي شرطة محجم" (رواه البخاري).